فصل: تفسير الآيات (37- 44):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (37- 44):

{وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}
شرع سبحانه في بيان بعض آياته البديعة الدالة على كمال قدرته، وقوّة تصرفه للاستدلال بها على توحيده، فقال: {وَمِنْ ءاياته اليل والنهار والشمس والقمر}، ثم لما بيّن أن ذلك من آياته نهاهم عن عبادة الشمس، والقمر، وأمرهم بأن يسجدوا لله عزّ وجلّ، فقال: {لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ}، لأنهما مخلوقان من مخلوقاته، فلا يصح أن يكونا شريكين له في ربوبيته {واسجدوا لِلَّهِ الذي خَلَقَهُنَّ} أي: خلق هذه الأربعة المذكورة، لأن جمع ما لا يعقل حكمه حكم جمع الإناث، أو الآيات، أو الشمس، والقمر، لأن الاثنين جمع عند جماعة من الأئمة {إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} قيل: كان ناس يسجدون للشمس، والقمر كالصابئين في عبادتهم الكواكب، ويزعمون أنهم يقصدون بالسجود لهما السجود لله، فنهوا عن ذلك، فهذا وجه تخصيص ذكر السجود بالنهي عنه. وقيل: وجه تخصيصه أنه أقصى مراتب العبادة، وهذه الآية من آيات السجود بلا خلاف، وإنما اختلفوا في موضع السجدة، فقيل: موضعه عند قوله: {إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، لأنه متصل بالأمر، وقيل: عند قوله: {وَهُمْ لاَ يَسْئَمُونَ}، لأنه تمام الكلام {فَإِنِ استكبروا فالذين عِندَ رَبّكَ يُسَبّحُونَ لَهُ بالليل والنهار وَهُمْ لاَ يَسْئَمُونَ} أي: إن استكبر هؤلاء عن الامتثال، فالملائكة يديمون التسبيح لله سبحانه بالليل، والنهار، وهم لا يملون، ولا يفترون.
{وَمِنْ ءاياته أَنَّكَ تَرَى الأرض خاشعة} الخطاب هنا لكل من يصلح له، أو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والخاشعة: اليابسة الجدبة. وقيل: الغبراء التي لا تنبت. قال الأزهري: إذا يبست الأرض، ولم تمطر قيل: قد خشعت {فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الماء اهتزت وَرَبَتْ} أي: ماء المطر، ومعنى اهتزت: تحركت بالنبات يقال: اهتزّ الإنسان: إذا تحرك، ومنه قول الشاعر:
تراه كنصل السيف يهتزّ للندى ** إذا لم تجد عند امرئ السوء مطعما

ومعنى {ربت}: انتفخت، وعلت قبل أن تنبت: قاله مجاهد، وغيره، وعلى هذا ففي الكلام تقديم، وتأخير، وتقديره: ربت، واهتزّت. وقيل: الاهتزاز، والربو قد يكونان قبل خروج النبات، وقد يكونان بعده، ومعنى الربو لغة: الارتفاع، كما يقال للموضع المرتفع: ربوة، ورابية، وقد تقدّم تفسير هذه الآية مستوفى في سورة الحج. وقيل: اهتزت استبشرت بالمطر، وربت انتفخت بالنبات. وقرأ أبو جعفر، وخالد: {وربأت}. {إِنَّ الذي أحياها لَمُحْىِ الموتى} بالبعث، والنشور {إِنَّهُ على كُلّ شَئ قَدِيرٌ} لا يعجزه شيء كائناً ما كان.
{إِنَّ الذين يُلْحِدُونَ في ءاياتنا} أي: يميلون عن الحق، والإلحاد الميل، والعدول، ومنه اللحد في القبر، لأنه أميل إلى ناحية منه، يقال: ألحد في دين الله، أي: مال، وعدل عنه، ويقال: لحد، وقد تقدّم تفسير الإلحاد.
قال مجاهد: معنى الآية: يميلون عن الإيمان بالقرآن.
وقال مجاهد: يميلون عند تلاوة القرآن بالمكاء، والتصدية، واللغو، والغناء.
وقال قتادة: يكذبون في آياتنا.
وقال السدّي: يعاندون، ويشاقون.
وقال ابن زيد: يشركون {لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} بل نحن نعلمهم، فنجازيهم بما يعملون. ثم بيّن كيفية الجزاء، والتفاوت بين المؤمن، والكافر، فقال: {أَفَمَن يلقى في النار خَيْرٌ أَم مَّن يأتي آمِناً يَوْمَ القيامة} هذا الاستفهام للتقرير، والغرض منه التنبيه على أن الملحدين في الآيات يلقون في النار، وأن المؤمنين بها يأتون آمنين يوم القيامة. وظاهر الآية العموم اعتباراً بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. وقيل: المراد بمن يلقى في النار: أبو جهل، ومن يأتي آمنا: النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: حمزة، وقيل: عمر بن الخطاب. وقيل: أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي {اعملوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} هذا أمر تهديد، أي: اعملوا من أعمالكم التي تلقيكم في النار ما شئتم إنه بما تعملون بصير، فهو مجازيكم على كل ما تعملون. قال الزجاج: لفظه لفظ الأمر، ومعناه: الوعيد.
{إِنَّ الذين كَفَرُواْ بالذكر لَمَّا جَاءهُمْ} الجملة مستأنفة مقرّرة لما قبلها، وخبر إن محذوف، أي: إن الذين كفروا بالقرآن لما جاءهم يجازون بكفرهم، أو هالكون، أو يعذّبون. وقيل: هو قوله: {يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}، وهذا بعيد، وإن رجحه أبوعمرو بن العلاء.
وقال الكسائي: إنه سدّ مسدّه الخبر السابق، وهو: {لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا}. وقيل: إن الجملة بدل من الجملة الأولى، وهي: الذين يلحدون في آياتنا، وخبر إن هو: الخبر السابق {وَإِنَّهُ لكتاب عَزِيزٌ} أي: القرآن الذي كانوا يلحدون فيه، أي: عزيز عن أن يعارض، أو يطعن فيه الطاعنون، منيع عن كل عيب. ثم وصفه بأنه حق لا سبيل للباطل إليه بوجه من الوجوه، فقال: {لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ}. قال الزجاج: معناه: أنه محفوظ من أن ينقص منه، فيأتيه الباطل من بين يديه، أو يزاد فيه، فيأتيه الباطل من خلفه، وبه قال قتادة، والسدّي. ومعنى الباطل على هذا: الزيادة، والنقصان.
وقال مقاتل: لا يأتيه التكذيب من الكتب التي قبله، ولا يجيء من بعده كتاب فيبطله، وبه قال الكلبي، وسعيد بن جبير. وقيل: الباطل هو: الشيطان، أي: لا يستطيع أن يزيد فيه، ولا ينقص منه. وقيل: لا يزاد فيه، ولا ينقص منه، لا من جبريل، ولا من محمد صلى الله عليه وسلم {تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} هو خبر مبتدأ محذوف، أو صفة أخرى لكتاب عند من يجوّز تقديم غير الصريح من الصفات على الصريح. وقيل: إنه الصفة لكتاب، وجملة لا يأتيه معترضة بين الموصوف، والصفة.
ثم سلى سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم عن ما كان يتأثر له من أذية الكفار، فقال: {مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ} أي: ما يقال لك من هؤلاء الكفار من وصفك بالسحر، والكذب، والجنون إلاّ مثل ما قيل للرسل من قبلك، فإن قومهم كانوا يقولون لهم مثل ما يقول لك هؤلاء.
وقيل: المعنى: ما يقال لك من التوحيد، وإخلاص العبادة لله إلاّ ما قد قيل للرسل من قبلك، فإن الشرائع كلها متفقة على ذلك. وقيل: هو استفهام، أي: أيّ شيء يقال لك إلاّ ما قد قيل للرسل من قبلك {إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةَ} لمن يستحق مغفرته من الموحدين الذين بايعوك، وبايعوا من قبلك من الأنبياء {وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ} للكفار المكذّبين المعادين لرسل الله، وقيل: لذو مغفرة للأنبياء، وذو عقاب لأعدائهم {وَلَوْ جعلناه قُرْءاناً أعْجَمِيّاً} أي: لو جعلنا هذا القرآن الذي تقرؤه على الناس بغير لغة العرب {لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ ءاياته} أي: بينت بلغتنا، فإننا عرب لا نفهم لغة العجم، والاستفهام في قوله: {ءاعْجَمِىٌّ وَعَرَبِىٌّ} للإنكار، وهو من جملة قول المشركين، أي: لقالوا أكلام أعجميّ، ورسول عربيّ. والأعجمي: الذي لا يفصح سواء كان من العرب، أو من العجم. والأعجم ضد الفصيح وهو: الذي لا يبين كلامه، ويقال للحيوان غير الناطق: أعجم. قرأ أبو بكر، وحمزة، والكسائي: {ءأعجميّ} بهمزتين محققتين. وقرأ الحسن، وأبو العالية، ونصر بن عاصم، وهشام بهمزة واحدة على الخبر، وقرأ الباقون بتسهيل الثانية بين بين. وقيل: المراد: هلا فصلت آياته، فجعل بعضها أعجمياً لإفهام العجم، وبعضها عربياً لإفهام العرب.
ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجيبهم، فقال: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ هُدًى وَشِفَاء} أي: يهتدون به إلى الحق، ويشتفون به من كل شك، وشبهة، ومن الأسقام، والآلام {والذين لاَ يُؤْمِنُونَ في ءاذَانِهِمْ وَقْرٌ} أي: صمم عن سماعه، وفهم معانيه، ولهذا تواصوا باللغو فيه {وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} قال قتادة: عموا عن القرآن، وصموا عنه.
وقال السدّي: عميت قلوبهم عنه، والمعنى: وهو عليهم ذو عمى، أو وصف بالمصدر للمبالغة، والموصول في قوله: {والذين لاَ يُؤْمِنُونَ} مبتدأ، وخبره: {في آذَانِهِمْ وَقْرٌ}، أو الموصول الثاني عطف على الموصول الأوّل، ووقر عطف على هدى عند من جوّز العطف على عاملين مختلفين، والتقدير: هو للأوّلين هدى، وشفاء، وللآخرين، وقر في آذانهم. قرأ الجمهور: {عمى} بفتح الميم منونّة على أنه مصدر، وقرأ ابن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعمرو بن العاص، وابن عمر بكسرالميم منونّة على أنه اسم منقوص على أنه وصف به مجازاً. وقرأ عمرو بن دينار بكسر الميم، وفتح الياء على أنه فعل ماض، واختار أبو عبيدة القراءة الأولى لقوله أوّلاً: {هدى وشفاء}، ولم يقل هاد، وشاف.
وقيل: المعنى: والوقر عليهم عمى، والإشارة بقوله: {أولئك} إلى الذين لا يؤمنون، وما في حيزه، وخبره: {يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} مثل حالهم باعتبار عدم فهمهم للقرآن بحال من ينادي من مسافة بعيدة لا يسمع صوت من يناديه منها. قال الفراء: تقول للرجل الذي لا يفهم كلامك: أنت تنادي من مكان بعيد.
وقال الضحاك: ينادون يوم القيامة بأقبح أسمائهم من مكان بعيد.
وقال مجاهد: من مكان بعيد من قلوبهم.
وقد أخرج ابن أبي شيبة، والحاكم وصححه، والبيهقي في سننه من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أنه كان يسجد بآخر الآيتين من حمالسجدة، وكان ابن مسعود يسجد بالأولى منهما.
وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة من طريق نافع عن ابن عمر: أنه كان يسجد بالأولى.
وأخرج سعيد بن منصور عنه: أنه كان يسجد في الآية الأخيرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إِنَّ الذين يُلْحِدُونَ في ءاياتنا} قال: هو: أن يضع الكلام على غير موضعه.
وأخرج ابن مردويه عنه في قوله: {أَفَمَن يلقى في النار} قال: أبو جهل بن هشام {أَم مَّن يأتي آمِناً يَوْمَ القيامة} قال: أبو بكر الصديق.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن عساكر عن بشير بن تميم قال: نزلت هذه الآية في أبي جهم، وعمار بن ياسر.
وأخرج ابن عساكر عن عكرمة مثله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {اعملوا مَا شِئْتُمْ} قال: هذا لأهل بدر خاصة.
وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {وَلَوْ جعلناه قُرْءاناً أعْجَمِيّاً} الآية يقول: لو جعلنا القرآن أعجمياً، ولسانك يا محمد عربيّ لقالوا: أعجميّ، وعربيّ تأتينا به مختلفاً، أو مختلطاً {لَوْلاَ فُصّلَتْ ءاياته} هلا بينت آياته، فكان القرآن مثل اللسان. يقول: فلم نفعل لئلا يقولوا، فكانت حجة عليهم.

.تفسير الآيات (45- 54):

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54)}
قوله: {وَلَقَدْ ءاتَيْنَا موسى الكتاب فاختلف فِيهِ} هذا كلام مستأنف يتضمن تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كان يحصل له من الاغتمام بكفر قومه، وطعنهم في القرآن، فأخبره أن هذا عادة قديمة في أمم الرسل، فإنهم يختلفون في الكتب المنزلة إليهم، والمراد بالكتاب: التوراة، والضمير من قوله: {فِيهِ} راجع إليه. وقيل: يرجع إلى موسى، والأوّل أولى {وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبّكَ} في تأخير العذاب عن المكذّبين من أمتك كما في قوله: {ولكن يُؤَخِرُهُمْ إلى أَجَلٍ مسمى} [النحل: 61] {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} بتعجيل العذاب لمن كذب منهم {وَإِنَّهُمْ لَفِى شَكّ مّنْهُ مُرِيبٍ} أي: من كتابك المنزّلّ عليك، وهو: القرآن، ومعنى الشك المريب: الموقع في الريبة، أو الشديد الريبة. وقيل: إن المراد اليهود، وأنهم في شك من التوراة مريب، والأوّل أولى {مَّنْ عَمِلَ صالحا فَلِنَفْسِهِ} أي: من أطاع الله، وآمن برسوله، ولم يكذّبهم، فثواب ذلك راجع إليه، ونفعه خاصّ به {وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا} أي: عقاب إساءته عليه لا على غيره {وَمَا رَبُّكَ بظلام لّلْعَبِيدِ}، فلا يعذبّ أحداً إلاّ بذنبه، ولا يقع منه الظلم لأحد كما في قوله سبحانه: {إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ الناس شَيْئًا} [يونس: 44] وقد تقدّم الكلام على معنى هذه الآية في سورة آل عمران عند قوله: {وَأَنَّ الله لَيْسَ بظلام لّلْعَبِيدِ} [آل عمران: 182]، وفي سورة الأنفال أيضاً.
ثم أخبر سبحانه: أن علم القيامة، ووقت قيامها لا يعلمه غيره، فقال: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ الساعة}، فإذا وقع السؤال عنها وجب على المسئول أن يردّ علمها إليه لا إلى غيره، وقد روي أن المشركين قالوا: يا محمد إن كنت نبياً، فخبرنا متى تقوم الساعة؟ فنزلت. و{ما} في قوله: {وَمَا تَخْرُجُ مِن ثمرات مّنْ أَكْمَامِهَا} نافية، و{من} الأولى للاستغراق، و{من} الثانية لابتداء الغاية. وقيل: هي موصولة في محلّ جرّ عطفاً على الساعة، أي: علم الساعة، وعلم التي تخرج، والأوّل أولى. والأكمام جمع كمّ بكسر الكاف، وهو: وعاء الثمرة، ويطلق على كل ظرف لمال، أو غيره. قال أبو عبيدة: أكمامها أوعيتها، وهي ما كانت فيه الثمرة، واحدها كمّ، وكمة. قال الراغب: الكمّ ما يغطي اليد من القميص، وما يغطي الثمرة، وجمعه أكمام، وهذا يدلّ على أن الكمّ بضمّ الكاف، لأنه جعله مشتركاً بين كمّ القميص، وكمّ الثمرة، ولا خلاف في كمّ القميص أنه بالضمّ. ويمكن أن يقال: إن في الكمّ الذي هو وعاء الثمر لغتين. وقرأ الجمهور: {من ثمرة} بالإفراد، وقرأ نافع، وابن عامر، وحفص بالجمع {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أنثى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ} أي: ما تحمل أنثى حملاً في بطنها، ولا تضع ذلك الحمل إلاّ بعلم الله سبحانه، والاستثناء مفرغ من أعمّ الأحوال أي: ما يحدث شيء من خروج ثمرة، ولا حمل حامل، ولا وضع واضع في حال من الأحوال إلاّ كائناً بعلم الله، فإليه يردّ علم الساعة كما إليه يرد علم هذه الأمور {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ} أي: ينادي الله سبحانه المشركين، وذلك يوم القيامة، فيقول لهم: {أَيْنَ شُرَكَائِىَ} الذين كنتم تزعمون أنهم شركائي في الدنيا من الأصنام، وغيرها، فادعوهم الآن، فليشفعوا لكم، أو يدفعوا عنكم العذاب، وهذا على طريقة التهكم بهم.
قرأ الجمهور: {شركائي}، بسكون الياء، وقرأ ابن كثير بفتحها، والعامل في يوم محذوف، أي: اذكر {قَالُواْ ءاذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ} يقال: آذن يأذن: إذا أعلم، ومنه قول الشاعر:
آذنتنا ببينها أسماء ** ربّ ثاو يمل منه الثواء

والمعنى: أعلمناك ما منا أحد يشهد بأن لك شريكاً، وذلك أنهم لما عاينوا القيامة تبرءوا من الشركاء، وتبرّأت منهم تلك الأصنام التي كانوا يعبدونها. وقيل: إن القائل بهذا هي: المعبودات التي كانوا يعبدونها، أي: ما منا من شهيد يشهد لهم بأنهم كانوا محقين، والأوّل أولى {وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ مِن قَبْلُ} أي: زال، وبطل في الآخرة ما كانوا يعبدون في الدنيا من الأصنام، ونحوها {وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مّن مَّحِيصٍ} أي: أيقنوا، وعلموا أنه لا محيص لهم، يقال: حاص يحيص حيصاً: إذا هرب. وقيل: الظنّ على معناه الحقيقي؛ لأنه بقي لهم في تلك الحال ظنّ، ورجاء، والأوّل أولى.
ثم ذكر سبحانه بعض أحوال الإنسان، فقال: {لاَّ يَسْئَمُ الانسان مِن دُعَاء الخير} أي: لا يملّ من دعاء الخير لنفسه، وجلبه إليه، والخير هنا: المال، والصحة، والسلطان، والرفعة. قال السدّي: والإنسان هنا يراد به الكافر. وقيل: الوليد بن المغيرة. وقيل: عتبة، وشيبة ابنا ربيعة، وأمية بن خلف. والأولى حمل الآية على العموم باعتبار الغالب، فلا ينافيه خروج خلص العباد. وقرأ عبد الله بن مسعود: {لا يسأم الإنسان من دعاء المال} {وَإِن مَّسَّهُ الشر فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ} أي: وإن مسه البلاء، والشدّة، والفقر، والمرض، فيئوس من روح الله قنوط من رحمته. وقيل: يئوس من إجابة دعائه قنوط بسوء الظنّ بربه. وقيل: يئوس من زوال ما به من المكروه قنوط بما يحصل له من ظنّ دوامه، وهما صيغتا مبالغة يدلان على أنه شديد اليأس عظيم القنوط.
{وَلَئِنْ أذقناه رَحْمَةً مّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ} أي: ولئن آتيناه خيراً، وعافية، وغنى من بعد شدّة، ومرض، وفقر {لَيَقُولَنَّ هذا لِى} أي: هذا شيء أستحقه على الله لرضاه بعملي، فظنّ أن تلك النعمة التي صار فيها، وصلت إليه باستحقاقه لها، ولم يعلم أن الله يبتلي عباده بالخير والشرّ، ليتبين له الشاكر من الجاحد، والصابر من الجزع.
قال مجاهد: معناه: هذا بعملي، وأنا محقوق به {وَمَا أَظُنُّ الساعة قَائِمَةً} أي: ما أظنها تقوم كما يخبرنا به الأنبياء، أو لست على يقين من البعث، وهذا خاص بالكافرين، والمنافقين، فيكون المراد، بالإنسان المذكور في صدر الآية: الجنس باعتبار غالب أفراده، لأن اليأس من رحمة الله، والقنوط من خيره، والشك في البعث لا يكون إلاّ من الكافرين، أو المتزلزلين في الدين المتظهرين بالإسلام المبطنين للكفر {وَلَئِن رُّجّعْتُ إلى رَبّى} على تقدير صدق ما يخبرنا به الأنبياء: من قيام الساعة، وحصول البعث، والنشور {إِنَّ لِى عِندَهُ للحسنى} أي: للحالة الحسنى من الكرامة، فظنّ أنه استحق خير الدنيا بما فيه من الخير، واستحق خير الآخرة بذلك الذي اعتقده في نفسه، وأثبته لها، وهو: اعتقاد باطل، وظنّ فاسد {فَلَنُنَبّئَنَّ الذين كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ} أي: لنخبرنهم بها يوم القيامة {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ} شديد بسبب ذنوبهم، واللام هذه، والتي قبلها هي الموطئة للقسم.
{وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسان} أي: على هذا الجنس باعتبار غالب أفراده {أَعْرَضَ} عن الشكر {وَنَأَى بِجَانِبِهِ} أي: ترفع عن الانقياد للحق، وتكبر، وتجبر، والجانب هنا مجاز عن النفس، ويقال: نأيت، وتناءيت، أي: بعدت وتباعدت، والمنتأى: الموضع البعيد. ومنه قول النابغة:
فإنك كالليل الذي هو مدركي ** وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

وقرأ يزيد بن القعقاع: {وناء بجانبه} بالألف قبل الهمزة {وَإِذَا مَسَّهُ الشر} أي: البلاء، والجهد، والفقر، والمرض {فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ} أي: كثير، والعرب تستعمل الطول، والعرض في الكثرة مجازاً، يقال: أطال فلان في الكلام، وأعرض في الدعاء: إذا أكثر، والمعنى: أنه إذا مسه الشرّ تضرّع إلى الله، واستغاث به أن يكشف عنه ما نزل به، واستكثر من ذلك، فذكره في الشدّة، ونسيه في الرخاء، واستغاث به عند نزول النقمة، وتركه عند حصول النعمة، وهذا صنيع الكافرين، ومن كان غير ثابت القدم من المسلمين، ثم رجع سبحانه إلى مخاطبة الكفار، ومحاجتهم، فقال: {قُلْ أَرَءيْتُمْ} أي: أخبروني {إِن كَانَ مِنْ عِندِ الله} أي: القرآن {ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ} أي: كذبتم به، ولم تقبلوه، ولا عملتم بما فيه {مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ في شِقَاقٍ بَعِيدٍ} أي: لا أحد أضلّ منكم لفرط شقاوتكم، وشدّة عداوتكم، والأصل: أيّ شيء أضلّ منكم، فوضع: {مِمَّنْ هُوَ في شِقَاقٍ} موضع الضمير لبيان حالهم في المشاقة، وأنها السبب الأعظم في ضلالهم.
{سَنُرِيهِمْ ءاياتنا في الأفاق} أي: سنريهم دلالات صدق القرآن، وعلامات كونه من عند الله في الآفاق {وَفِى أَنفُسِهِمْ} الآفاق جمع أفق، وهو: الناحية. والأفق بضم الهمزة، والفاء، كذا قال أهل اللغة.
ونقل الراغب أنه يقال: أفق بفتحهما، والمعنى: سنريهم آياتنا في النواحي، وفي أنفسهم. قال ابن زيد: في الآفاق آيات السماء، وفي أنفسهم حوادث الأرض.
وقال مجاهد: في الآفاق فتح القرى التي يسر الله فتحها لرسوله، وللخلفاء من بعده، ونصار دينه في آفاق الدنيا شرقاً، وغرباً، ومن الظهور على الجبابرة، والأكاسرة، وفي أنفسهم فتح مكة، ورجح هذا ابن جرير.
وقال قتادة، والضحاك: في الآفاق وقائع الله في الأمم، وفي أنفسهم في يوم بدر.
وقال عطاء: في الآفاق يعني: أقطار السموات، والأرض من الشمس، والقمر، والنجوم، والليل، والنهار، والرياح، والأمطار، والرعد، والبرق، والصواعق، والنبات، والأشجار، والجبال، والبحار، وغير ذلك، وفي أنفسهم من لطيف الصنعة، وبديع الحكمة، كما في قوله: {وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21] {حتى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحق} الضمير راجع إلى القرآن. وقيل: إلى الإسلام الذي جاءهم به رسول الله. وقيل: إلى ما يريهم الله، ويفعل من ذلك. وقيل: إلى محمد صلى الله عليه وسلم: أنه الرسول الحق من عند الله، والأول أولى {أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبّكَ أَنَّهُ على كُلّ شَئ شَهِيدٌ} الجملة مسوقة لتوبيخهم، وتقريعهم، و{بربك} في موضع رفع على أنه الفاعل؛ ليكف، والباء زائدة، و{أنه} بدل من ربك، والهمزة للإنكار. والمعنى: ألم يغنهم عن الآيات الموعودة المبينة لحقية القرآن أنه سبحانه شهيد على جميع الأشياء. وقيل: المعنى: أو لم يكف بربك يا محمد أنه شاهد على أعمال الكفار. وقيل: أو لم يكف بربك شاهداً على أن القرآن منزل من عنده. والشهيد بمعنى: العالم، أو هو بمعنى: الشهادة التي هي: الحضور. قال الزجاج: ومعنى الكناية ها هنا: أن الله عزّ وجلّ قد بين لهم ما فيه كفاية في الدلالة، والمعنى: أو لم يكف ربك أنه على كل شيءٍ شهيد شاهد للأشياء لا يغيب عنه شيء {أَلاَ إِنَّهُمْ في مِرْيَةٍ مّن لّقَاء رَبّهِمْ} أي: في شك من البعث، والحساب، والثواب، والعقاب {أَلاَ إِنَّهُ بِكُلّ شَئ مُّحِيطُ} أحاط علمه بجميع المعلومات، وأحاطت قدرته بجميع المقدورات، يقال: أحاط يحيط إحاطة، وحيطة، وفي هذا وعيد شديد؛ لأن من أحاط بكل شيء بحيث لا يخفى عليه شيء جازى المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.
وقد أخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: في قوله: {وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبّكَ} سبق لهم من الله حين، وأجل هم بالغوه.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {وَمَا تَخْرُجُ مِن ثمرات مّنْ أَكْمَامِهَا} قال: حين تطلع.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ءاذَنَّاكَ} قال: أعلمناك.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة في قوله: {لاَّ يَسْئَمُ الانسان} قال: لا يملّ.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله: {سَنُرِيهِمْ ءاياتنا في الأفاق} قال: محمداً صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عنه في الآية قال: ما يفتح الله من القرى {وَفِى أَنفُسِهِمْ} قال: فتح مكة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال: أمسك المطر عن الأرض كلها {وَفِى أَنفُسِهِمْ} قال: البلايا التي تكون في أجسامهم.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في الآية قال: كانوا يسافرون، فيرون آثار عاد، وثمود، فيقولون: والله لقد صدق محمد، وما أراهم في أنفسهم قال: الأمراض.